اكتشاف مصادر راديو غريبة تتحدى ما يعرفه علماء الفلك حتى الآن


رصد العلماء مجموعة من الأجسام الراديوية التي نادرا ما يتم ملاحظتها في عناقيد مجرية بعيدة، ما تركهم في حيرة من أمرهم.
وحدد فريق دولي من علماء الفلك سلسلة الأجسام الراديوية، التي تتضمن بقايا الراديو، وهالة الراديو، وانبعاث الراديو الأحفوري، ضمن مجموعة ديناميكية خاصة من العنقود المجري المسمى “أبيل 3266” (Abell 3266).
ويقول العلماء إن هذا الاكتشاف الحديث محير لأنه يتحدى النظريات الموجودة حول أصول هذه الأشياء، فضلا عن خصائصها.
ويقع العنقود المجري “أبيل 3266” على بعد 800 مليون سنة ضوئية، وتمتد عبر 300 مليون سنة ضوئية من السماء في كوكبة الشبكية، الواقعة في الجزء الجنوبي من سماء الكرة الأرضية، إلى الجنوب من سحابة ماجلان الكبرى.
وهناك يوجد الكثير من العناقيد المجرية في الكون، وهي هياكل ضخمة مكدسة عند تقاطعات الشبكة الكونية، لكن المجرات لا تمثل سوى كمية صغيرة مما بداخلها. ونحو 80% منها مادة مظلمة، والباقي عبارة عن “حساء” بلازما ساخن: غاز مسخن إلى أكثر من 10000000 متشابك مع مجالات مغناطيسية ضعيفة.
واكتشف العلماء في العنقود المجري “أبيل 3266″، بقايا غير عادية لموجة الصدمة، ونفاثات منحنية من إشعاع البلازما من نواة مجرة ​​نشطة، وبقايا متحجرة لثقب أسود هائل.
ويحتوي العنقود على العديد من المجرات النشطة ذات الثقوب السوداء الهائلة في مراكزها التي تنبعث منها كميات هائلة من الطاقة، بينما في “أبيل 3266″، فإنه لا يطلق دفعات كبيرة من البلازما من المركز، مثل كل الأنواع الأخرى، وبدلا من ذلك، فإن تدفق البلازما ينحني في خط غريب يشبه تيار الرياح القوي الذي يحرف الجسيمات. ويعتقد العلماء أن التغيير في اتجاه التدفق يرجع إلى حركات المجرات.
وعثر العلماء، في العنقود المجري، على بقايا ثقب أسود فائق الكتلة. ويشرح الفريق أن الثقب الأسود توقف عن تلقي المواد من مجرته، والإشعاع المنبعث بالفعل من النفاثات يتقدم في العمر ويختفي تدريجيا.
وبالإضافة إلى ذلك، عثروا على بقايا موجة صدمة في “أبيل 3266”. يعتقد الباحثون أنها تشكلت عندما مرت أجزاء من الكتلة عبر بعضها البعض. وأطلق عليها العلماء اسم “الطريق الخاطئة” لأنها تتوجه بعيدا عن مركز الكتلة.
ولا يفهم العلماء تماما كيف تشكلت هذه الموجة بالضبط ولماذا وضعت على النحو الذي هي عليه. ويعتقدون أنه قد تكون هناك فيزياء جديدة وراء ذلك ما تزال غير معروفة لهم حتى الآن.
وفي وسط العنقود المجري، اكتشف العلماء هالة من الانبعاثات الراديوية. والتي تتشكل عن طريق اصطدام المجرات.
ويتم إنتاج الانبعاث بواسطة إلكترونات تتأرجح بسبب الاضطراب الناتج عن تفاعل المجرات والغاز والجسيمات المكدسة في مركز الكتلة.
ويشرح علماء الفيزياء الفلكية أن مثل هذه الأجسام يمكن أن تتشكل في مجموعات اندمجت مؤخرا، لكنها نادرة. وفي المجموع، يعرف العلماء ما يزيد قليلا عن 100 كائن من هذا القبيل.