ما هي خيارات أوروبا في حال توقف إمدادات الغاز الروسي؟

 
دخلت دول قارة أوروبا مرحلة جديدة من الصراع مع روسيا حول إمدادات النفط والغاز الروسي، لتزيد المخاوف بشأن تعرض أوروبا لأزمة طاقة مع توقف الإمدادات الروسية.
وأعلنت شركة Gazprom الروسية الجمعة 2 سبتمبر أن خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا سيخضع لمزيد من الصيانة.
وخضع الخط لصيانة منذ 31 أغسطس الماضي وكان من المقرر استئناف التدفقات منه السبت 3 سبتمبر.
وكانت روسيا قد خفضت التدفقات عبر خط الأنابيب إلى 40% من طاقته في يونيو و20% في يوليو، كما قطعت الإمدادات عن عدة دول أوروبية مثل بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا وقلصت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ بداية حرب أوكرانيا.
وأعلن وزراء مالية مجموعة السبع الجمعة خطة لوضع سقف سعري للنفط الروسي، فيما رد الكرملين بأنه لن يبيع النفط الروسي إلى الدول التي ستدعم وضع سقف سعري للنفط الروسي.
وتزود روسيا أوروبا بحوالي 40% من الغاز الطبيعي في أوروبا، عبر خطوط الأنابيب في الغالب.
وعن طريق أوكرانيا يذهب الغاز بشكل رئيسي إلى النمسا وإيطاليا وسلوفاكيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية.
وأغلقت أوكرانيا خط أنابيب عبور سوخرانوفكا الذي يمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد.
وتبلغ خطوط الغاز التي تخرج من روسيا 9 خطوط، بحسب بيانات شركة Gazprom.
وضمن الخطوط خط "نورد ستريم 2" الذي تم الانتهاء من إنشائه وأوقفت ألمانيا بدء تشغيله بعد حرب أوكرانيا، فضلًا عن خط يتجه إلى الصين.

طرق بديلة

تسعى الدول الأوروبية لإيجاد إمدادات بديلة، لكن دولاً مثل ألمانيا لا تزال بحاجة إلى الغاز الروسي كما أنها تحاول إعادة تعبئة مخزون الغاز قبل الشتاء.
ولدى أوروبا خيارات أخرى إذ يعبر خط أنابيب يامال بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، وتبلغ طاقته 33 مليار متر مكعب أي حوالي سدس صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.
وتعمل ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، على الاستيراد من بريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط الأنابيب.
بينما تعمل النرويج، ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا على زيادة الإنتاج لمساعدة الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه المتمثل في إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
وكانت شركة Centrica البريطانية قد وقعت صفقة مع شركة Equinor النرويجية لتوفير إمدادات إضافية في فصول الشتاء الثلاثة المقبلة، إذ لا تعتمد بريطانيا على الغاز الروسي ويمكنها أيضًا التصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.
ويمكن لجنوب أوروبا استقبال الغاز الأذربيجاني عبر خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وخط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول عبر تركيا.
وسبق وأعلنت أميركا أنها تستطيع توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.
لكن أوروبا تمتلك محطات الغاز الطبيعي المسال بقدرة محدودة لا تستطيع مسايرة الواردات الإضافية، على الرغم من أن بعض الدول تقول إنها تبحث عن طرق لتوسيع الواردات وقدرات التخزين، ومنها ألمانيا التي تخطط لبناء محطات جديدة للغاز الطبيعي المسال في غضون عامين.
ويأتي هذا في وقت تريد إسبانيا إحياء مشروع لبناء خط ثالث للغاز عبر جبال بيرينز، لكن فرنسا قالت إن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي يمكن جعلها عائمة ستكون خيارًا أسرع وأرخص من خط أنابيب جديد.
وتخطط دول أوروبا لتقليل استهلاك الطاقة عبر استخدام الطاقة المتجددة والكهرومائية والفحم لخفض التكاليف.
وكانت أوروبا تحاول التحول من الفحم لتلبية الأهداف المناخية لكن بعض المصانع أعيد تشغيلها منذ منتصف عام 2021 بسبب ارتفاع أسعار الغاز.