ظاهرة "التلاشي الذهني"



بقلم: عباس المالكي 
كما اطلقتُ عليها وهي محاولة دقيقة ، سأوحال ان اسلط الضوء على بعض النقاط التي قد تَلفتُ الانتباه هنا 
وحين قلت التلاشي كان المقصد بكل عمق هو ان يَسير الامر باتجاه واحد وتحت قناعة وحيدة 
فيعطي بالنهاية انموذجاً لا ارادياً للكثير من القناعات والافكار لدى نسبة كبيرة من الناس .. 
خذ هذا المثال البسيط ايها القارئ المحترم وفيه ستدرك ما اعنيه بالضبط ، مثلاً…
 لو جئت بلحنٍ موسيقياً جميل ذو طابع ايدولوجي عن معتقد ثابت ورصين وقلت لك ان هذه النوتات اللطيفة قام بعزفها العازف القدير "كارلوس سانتانا او جو بيري"
دون ان اخبرك من هو عازفها الحقيقي ، غالباً وبلا ادنى شك ستستمع لها كما لو ان كل صوتاً من تلك الموسيقى الرائعة يمثل حضارة فريدة ورونقاً لمشاعر مجهولة وفيها كل الحكم والانفعالات النفسية .. حسناً لو اعدنا الزمن قليلاً الى الوراء الى مرحلة تحضير الموسيقى نفسها وقدمنا المقطع الموسيقي السابق نفسه وقلت لك ان هذه الرنات الجميلة لعازف يدعى فلان من المدنية المسماة كذا لكنه ذو دراية وجهد عظيم ، ستستمع لها ، ثم يبدأ شعور التذمر وتبدأ في الوقت نفسه العديد من علامات الاستفهام وضربات النقد .. 
هذه الازدواجية لا يمكن حصرها على هذا المثال فقط خذ كل الاشياء بنفس المنظار وحاول ان تُجري بعض التجارب الواقعية عنها… 
خذ مثلاً لوحة باهتة لا تحوي على شيء سوى بعض الخطوط الصفراء والرمادية المدمجة وضع عليها قليلاً من الالوان على الاطراف وقل ان هذه اللوحة الى مثلاً
 "ليوناردوا دافنشي"
ستدرك حينها مدى عظمة هذه اللوحة بالرغم من انها مجرد لوحة فارغة ! لا اهمية ولا حقيقة بفحواها 
لا اعتقد انهُ من الممكن جعل الامر يسير بطريقة جيدة لان هذه الصفة غالبة في كل الحالات وخذ ما تشاء من الامثلة في كل المجالات ولك كامل الحرية في المقارنة
في النهاية ايها القارئ العزيز لا تجعل من الاسم المعروف شيئاً مقدساً ولا تجعل رؤية العامة تؤثر على رؤيتك الخاصة فلا يغرنك ما يُشاع هذا اليوم فليس من رأي منصف ولا قناعة صادقة الا ما ندر .. اعطي لنفسك الحق في الاطلاع على ما امامك ومن ثم اصنع بنفسك قراراً جباراً بافكارك الخلابة وكن دائماً حريصاً على سلامة افكارك .