ماكرون و ميلوني والعلاقة الجديدة مع فرنسا.. سيناريوهات جريساني


نعيش في سياق أوروبي خاص. الإليزيه كشف عن القلق الشديد جراء هشاشة العلاقة بين فرنسا وألمانيا، مع تأجيل القمة. شولز يمر بعاصفة كاملة. فرنسا قد تكون مهتمة بالحصول على دعم من روما في بعض الملفات.. مقابلة مع جيل جريساني، مدير مجموعة الدراسات الجيوسياسية (Geg) للمدرسة العليا للقارة الكبرى في باريس..

وقال إن الإليزيه يقدم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لروما حيث التقى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في سياق محدد، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.

ما ثقل زيارة ماكرون في لحظة خاصة جداً بالنسبة للحكومة الإيطالية؟

الإليزيه يقدم هذه الزيارة في سياق محدد: حيث الأهم في الرحلة لقاء بابا الفاتيكان فرانسيس. وهناك لقاء الاثنين مع رئيس الجمهورية وغذاء..التدخل في السياسة الإيطالية واضح، لكن الإليزيه يسعى لإضفاء الطابع النسبي على الانطباع مع دائرة مؤسسية سياسية. ماكرون قال إنه سيرى ما سينصحه به الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا حول لقاء رئيسة الوزراء.

نحن في سياق أوروبي خاص. الإليزيه كشف بوضوح شديد عن قلقه بشأن هشاشة العلاقة بين فرنسا وألمانيا وأرجئ مجلس الوزراء الفرنسي الألماني القادم. الأحادية الألمانية حول الطاقة والدفاع في سياق التوترات الهائلة وإعادة تحديد التوازن تقلل من قوة العلاقة التي دافعت عنها فرنسا مراراً بشأن محور فرنسي ألماني في منظور البناء الأوروبي.

واعتبر أن فرنسا تتجه إلى البحث عن خيار لاتيني في محاولة التقدم في ملفات ربما تكون أكثر تحديدًا وقطاعية وهذا عنصر من المحتمل أن يلعب دورًا في هذا التسلسل. ولأننا في أولى تحركات حكومة ميلوني من الصعب تحديد إلى أي مدى سيتبع هذا الأمر عناصر أكثر عملية.

ماكرون قبل أيام قال إن أوروبا يجب أن تعيد إشعال شعلة قيمها مثلا موقف جيورجيا ميلوني فيما يخص العلاقات الأوروبية الأطلسية. هل ترى الكماشة الروسية في التفكيك الأوروبي؟ ما العنصر الدافع الإيطالي أو الأوروبي خاصة لتجنب هذا التفكك في القارة العجوز؟

لاحظنا خلال الحملة الانتخابية والمفاوضات لتشكيل الحكومة كيف كانت ميلوني تعتزم إعطاء حكومتها بعدا تقنيا سياديا مع تشكيل اتفاق مع تكنوقراطية الدولة مع القطاعات الدبلوماسية والعسكرية الأطلسية ومع اليورووقراطية والرأسمالية الإيطالية والأوروبية مع ضمان توافق حقيقي بشأن اليورو والحرب في أوكرانيا في مقابل مزيد من الاستقلالية في الخيارات السياسية الداخلية.

اليوم نحن أمام حكومة يعارض فيها وزير الأسرة بشكل صريح الإجهاض ويعتقد أن النقابات المدنية تقودنا "نحو نهاية الإنسان" فيما تقول ميلوني إنها تريد قيادة حكومة بخط واضح للسياسة الخارجية.

رئيسة الوزراء نجحت في إشراك شخصيات سياسية في بعض المناصب الرئيسية التي تسمح لها بوضع خبرتها الحكومية في استمرارية مؤسسية مع الإطار الأوروبي والدولي مع تجنب خلق دوائر قصيرة مع الحزبين الآخرين في الائتلاف.

أفكر في وزير الخارجية أنطونيو تاجاني الذي كان رئيسًا للبرلمان الأوروبي واستطاع اتخاذ مسافة بعيداً عن خطاب سيلفيو برلسكوني المؤيد للرئيس الروسي فلاديميربوتين بشكل استفزازي أو جيانكارلو جيورجيتي الوزير السابق.

هل هذا عنصر تعترف به باريس؟

أعتقد أن هذا الجانب بدأ يفهم . الكثير سيعتمد على ردود الفعل الإيطالية على زيارة الرئيس لروما. لأنه من الواضح أنه يوجد في حزب إخوة إيطاليا جزء مهم من المناضلين والسياسيين حتى من الدرجة الأولى لا يرون تحالفًا أو تقاربًا متكاملًا مع باريس.

ماذا تعني؟

فرنسا يتم النظر لها على أنها نوع من القوة المعادية أو غير المتعاونة من المنظور الهيكلي. الأمر يتعلق بموقف يشمل بعض العناصر التي يمكن فهمها أيضًا لكنها بالتأكيد مبالغ فيها. 

كيف ترى فكرة أن فرنسا تدرك أنها ليست أولوية مقارنة بألمانيا؟

الإجابة على هذا السؤال صعبة جداً لأن ألمانيا تمر بعاصفة كاملة. نظامها الاقتصادي قائمًا على 4 ركائزالتجارة العالمية المفتوحة والطلب الصيني القوي والطاقة الروسية الرخيصة والعمالة بأسعار في متناول الأيدي.
تغيرت وتيرة العولمة وذلك مع الوباء والحرب في أوكرانيا. الحرب عادت بقوة في أوروبا والعالم أقل انفتاحًا بكثير ولم تعد الصين تنمو كالسابق وأصبح الغاز أكثر تكلفة ومن الصعب جدًا إيجاد الطاقة لتشغيل الصناعة الألمانية، دون نسيان التضخم. حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز تمر بمرحلة رد الفعل والتأمل، حيث لم تظهر بعد أنها تتمتع بردود الفعل الأوروبية مثل أنجيلا ميركل. من المهم الإشارة إلى أن ألمانيا لديها هوامش إنفاق لا تضاهى أحد.

هل هناك إمكانية لطريق ثالث؟

هناك بحث أقوى عن السابق حول بناء صيغ السياسية الأوروبية. فرنسا قد تكون مهتمة اليوم بالبحث حول بعض الملفات، حتى في الواقع لإعادة إطلاق المحرك الفرنسي الألماني.


ماذا عن أفريقيا على سبيل المثال؟ هل هي منطقة صراع أم تعاون بين روما وباريس؟

في الأشهر الأخيرة كانت فرنسا مشغولة للغاية في أعمال هيكلة المحور الأفقي للقارة. عبر المجتمع السياسي الأوروبي الذي انطلق في براغ يقترح ماكرون إنشاء منتدى يمكنه تنظيم القارة "من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال". هذه المبادرة التي ينظر إليها من روما لها حدود.