نحن بحاجة الى محكمة تحكم على مشاعرنا بالسجن حتى النسيان !

 


 بقلم:  مسلم العسكري  

كم من جريح يتألم في هذا الليل منتظراً على سكة النجاة متأملاً وصول قطار ليسافر به حيث طلوع الفجر ويخلصه من الظلام الدامس 

 ولايسمع أحداً صوت أنينه وكم عاشقاً يتقلب يمينا وشمالا محاولا ايقاف فيلم حياته ليغمض عينيه  

وتجبره الذكريات على ذرف الدموع

 لتبتل وسادته بشلالات من الدموع الجارية من اعلى نواظره ويجبره الحنين الى من لايستحق الحنين 

وتتساقط الدموع كما تساقطوا الذين احبهم ذات يوم

 وكان يظن انهم نجوماً في سماء الحب ويتصورهم رموزاً كبيرة وجبالاً شامخة لايعلو عليها احداً سوا الرب 

هؤلاء الذين حاولنا أن نرسم لهم أجمل لوحة لحياة مليئة بالحب والسعادة الا انهم كانو يعتبرونا أشياء للتسلية واللعب ولقضاء اوقات فراغهم فحسب

 ورغم ذلك نرويهم رغم الضمأ الذي نمر به ونقدم لهم العطاء تلو الاخر دون مقابل او انتظار كلمة شكر تصدر من افواههم او حتى ابتسامه مزيفة

 تصدر من ثغورهم لتوهمنا انهم يحبوننا او يهتموا بنا كما نحن معهم 

كم كنا مخدوعين وغالطنا انفسنا واتبعنا ظلامهم محاولين اقناع انفسنا بأن ظلامهم نورا ، 

نعم هكذا نحن عندما نحب نغض البصر عن كل عيوب الاخرين 

نتبعهم كما يتجه أحداً نحو سراب معتقدا انه سيروي عطشه من شرابا بارد المعين ،،

ياضمائرنا كافانا نتجه نحو السراب،،،

  ياحلمنا اصحى بنا كن فاصلاً بيننا وبين قلوبنا ...

كم نتمنى أن نجد محكمة ندخلها بإرادتنا لتحكم على مشاعرنا بالسجن المؤبد أو الاعدام شنقا حتى النسيان وتحرق عواطفنا مع ذكرياتنا المؤلمة لنتخلص من أشباح واوهام رافقتنا طوال حياتنا وهي لاتمت لواقعنا المرير بصلة

 كم هو محظوظاً من فقد ذاكرته ليعيش عاقلاً دون عقل في دنيا المجانين ......