أنماط القيادة


سبق في مقال سابق ان اوضحنا الفرق بين المدير والقائد ، وكيف تنمي مهاراتك القيادية ، وحيث ان سلوك القائد يخنلف من شخص لاخر، وحيث تعددت النظريات والدراسات والنماذج التى تناولت أنماط السلوك القيادى نوضح منها دراسة تاتينيوم وشميت والتى توضح نموذجا تحليليا لأنواع القيادة بالمشاركة وقد قسما أنماط القيادة الى :

1-قائد يتخذ القرار ويعلنه للمرؤوسن ( متسلط)

ويعبر هذا النمط عن قائد متسلط جدا ، فهو يقوم باتخاذ القرار بنفسه ثم يعلنه على المرؤوسين لكى يقوموا بتنفيذه ، وهو يفرض رقابة لصيقة على مرؤوسيه أثناء أدائهم للعمل ، ولا يترك لهم حرية التصرف فى الطريقة التى يؤدون بها العمل .

2-قائد يتخذ القرار ويقنع به المرؤوسن 

وهو يقوم باتخاذ قراراته بنفسه ، ولكنه يحاول اقناع المرؤوسين بها لكى يقومون بالتنفيذ ، وهو يفرض رقابة على المرؤوسين أثناء أداءهم للعمل  ، ويقوم بتوجيههم باستمرار ، ولا يترك لهم الا قدرا ضئيلا من الحرية فى اسلوب العمل .

3-قائد يتخذ القرار ويناقشه مع المرؤوسين 

وفى هذا النمط يقوم القائد باتخاذ القرار ، ثم يناقشه مع مرؤوسيه ، ولكنه لا يكون على استعداد  لتغيير هذا القرار ، وهو يعتبر قائد متسلط الى حد ما ، وهو أيضا يفرض رقابة على مرؤوسيه أثناء أدائهم للعمل ، ولكنه لا يترك لهم قدرا من حرية التصرف فى أسلوب أداء العمل .

4-قائد يتخذ القرار ويناقشه مع المرؤوسين ويكون مستعد لتغيّره .(ديمقراطى)

يعتبر هذا النمط القيادى ، نمط وسط بين النمط الديمقراطى والنمط المتسلط ، حيث يقوم القائد باقتراح القرار ، ثم يناقشه مع مرؤوسيه ، ويكون على استعداد لتغييره اذا تطلب الأمر ذلك ، وهو يترك لمرؤوسيه قدرا معقولا من حرية التصرف فى أداء عملهم ، ولكنه يقوم باعطائهم بعض التوجيهات أثناء ممارستهم للعمل .

5-قائد يعرض المشكله ويتلق اقتراحات المرؤوسين ويتخذ القرار 

يتضمن  هذا النمط درجة أعلى من الديمقراطية ، حيث يقوم القائد بعرض المشكلة للنقاش ، وتلقى الاقتراحات مع المرؤوسين بخصوص ما يمكن اتخاذه من قرار ، ثم يقوم هو باتخاذ القرار ، وهو يترك للمرؤوسين حرية أكبر فى التصرف أثناء أدائهم لعملهم ، مع اعطاء بعض التوجيهات والتدخل اذا لزم الامر .

6-قائد يعرض المشكلة ويناقشها ويفوض المرؤوسن فى اتخاذ القرار (حر)

حيث يقوم القائد بعرض المشكلة ، ومناقشتها مع المرؤوسين ، ثم يفوضها فى اتخاذ القرار وهو لا يتدخل فى اسلوب أداء المرؤوسين لعملهم الا فى حالات الضرورة ، حيث يسمح لهم بحرية أكثر فى أداء العمل .

7-قائد يفوض سلطة اتخاذ القرار للمرؤوسن 

يعبر هذا النمط عن قائد متسيب ، فهو ديقراطى لدرجة انه يترك المشكلة للمرؤوسين لكى يناقشوها ، ويتخذون القرار بشأنها ، وهذا االقائد يفوض سلطاته للمرؤوسن ، لدرجة أن عملية اتخاذ القرار تكون مركزة فى يد المرؤوسين ، وهو يترك لمرؤوسيه حرية التصرف فى أدائهم لعملهم ولا يتدخل الا نادرا ، وربما يكون تدخله فى شكل أن يطلب العلم بما حدث .


تعقيب على دراسة السلوك القيادى :

ان هذه الانماط تمتاز بوجود طرفى النقيض يمثلان النمطين المضادين فى أنماط القيادة ، ويمكن الخروج بالنتائج التالية :

1-هناك تعارض كبير فى نتائج البحوث بالقدر الذى لا يمكن من المعرفة بوضوح تأثير أنماط القيادة على الجوانب السلوكية.

2-الأنماط الديمقراطية ، أو القيادة بالمشاركة ، أو التى تركز على العلاقات الأنسانية ، أو على المرؤوسين تؤدى الى مشاعر أفضل ورضا أعلى وروح معنوية ودافعية أعلى .

3-هناك اشارات الى أن النمط التسلطى قد يؤدى الى مؤشرا ت انتاجية أعلى ، وذلك بشرط أن يمارس القائد هذا النمط باستمرار ، وأن يتواجد القائد بين مرؤوسيه باستمرار ، وهذه العلاقة صحيحة على وجه الخصوص فى الزمن القصير، أما علي المدي الطويل تؤدي الي انخفاض الاداء وجودة الانتاج او الخدمة وعدم الرضا وانخفاض الروح المعنوية . 

4-ان الظروف أو الموقف االقيادى عنصر هام فى تحديد العلاقة بين السلوك القيادى وسلوك المرؤوسن .

وفى النهاية يتضح أنه لايمكن القول بأن النمط المعين هو الأفضل ، وانما لكل موقف ظروفه والتى تحتم اتباع نمط معين فى  القيادة ونوضح ذلك فيما يلى :

1-فى المواقف الصعبة ( حيث  العلاقة سيئة بين القائد والمرؤوسن والعمل غير واضح ، والقائد لا يتمتع بأى سلطة ) ، هنا يكون نمط القيادة المهتم بالعمل والانتاج والتسلط فعالا .

2-فى المواقف السهلة والمواتية ( حيث العلاقة حسنة بين القائد والمرؤوسين ، والعمل واضح ، والقائد يتمتع بسلطات واسعة ) يكون نمط القيادة المهتم بالعمل والانتاج والتسلط فعالا أيضا .

3-فى المواقف العادية أو متوسطة الصعوبة ( حيث العلاقة عادية بين القائد والمرؤوسين ، والعمل متوسط الصعوبة ، والقائد يتمتع بقدر متوسط من السلطات ) يكون نمط القيادة المهتم بالمرؤوسن والعلاقات الأنسانية فعالا .

وأخيرا وليس بآخر عزيزي القاريء اليك  هذه  القصة القصيرة   :

"في يوم شديد الحرارة ، مر ديك علي شجرة في حر الظهيرة ونظر الي اعلي فوجد عصفورا علي الشجرة والهواء يتلاعب بريشه ، فقال هذا العصفور لا يشعر بحرارة الجو ، سأصعد بجوارة هربا من حرارة الجو ، ثم أخذ يقفز لاعلي الشجرة عدة مرات وفي كل مرة يسقط علي الارض ولم يتمكن من تسلق الشجرة فانصرف مطأطأ الرأس ؟ "

ما هي الفكرة الادارة المستوحاة من هذه القصة ؟

والي ان نلتقي في المقال التالي حول ماذا تفعل في أول يوم إدارة؟ نستودعكم الله


أ.صلاح الشيخ

elshiekhs@yahoo.com

00201271731192 - واتس