البوهيمي و البوهيمية

البوهيمي و البوهيمية

بقلم: نجوان حكمت

بوهيمي :.

أصل الكلمة يعود إلى اللغة التشيكية، ففي اللغة التشيكية لا يوجد فرق بين كلمتي "بوهيمي" و"تشيكي" فكلاهما مرادف للآخر، وهذا يدل على أصل كلمة بُوهِيمِيّ المنسوبة إلى منطقة بوهيميا  الجغرافية في  أوربا الوسطى ، قبل أن يظهر المصطلح (بوهيمي Bohemian) في أوروبا الغربية وذلك في فرنسا أولا "la Boheme"، وفي ( ألمانيا : "Böhmen"، بالأنجليزية : "Bohemian" وذلك في منتصف القرن التاسع عشر على أولئك الغجر الأوربيين القادمين من منطقة

 " بوهيميا "، وهي منطقة تاريخية في أوروبا الوسطى، تقع في الأجزاء الغربية ومعظم الأجزاء الوسطى من جمهورية التشيك.


الاشتقاق :. 

في معنى منفصل مشتق من الكلمة الفرنسية يشير إلى "الغجر"، أو "الروما".

وفي الدلالة الفنية "بوهيمي" قد تعني أيضا في الإنجليزية حسب قاموس أوكسفورد على الشخص غير التقليدي اجتماعيا،أو متمرد لا يندمج مع الأعراف والمقاييس الاجتماعية، وخصوصا أولئك المتعمقون في عالم الفنون بما يمكن أن يصطلح عليه دنيا البوهيميين.


الوصف :.

ترتبط البوهيمية ارتباطاً وثيقاً بقدماء الغجر القادمين من منطقة بوهيميا في أوروبا الوسطى، وكما هو الحال عند قدماء الغجر، فالبوهيمي في التراث الثقافي الأوربي، هو ذلك الفقير والإنسان البسيط المنفرد بطبعه والمتميز بأسلوبه، الذي لا يهتم بمظهره ولا بالمال لأنه مشغول دائما بفنه وطقوسه الغريبة، ويعتبر غجر أوروبا الوسطى هم الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في أوروبا الوسطى والغربية، وقَدْ كانوا موضوع العَديد من لوحات الفنانين التشكيليين الأوربيين في عصر النهضة . كما انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب، بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا بالبوهيمية منذ نشأتها الأولى، من أمثالهم هنري موجيه وفكتور هوجو  خصوصاً في روايته العالمية ( البؤساء) والتي انبثق منها أكثر من خمسين عملاً سينمائياً ومسرحياً.

غجري، ومتمرد، وغريب الأطوار، ولا أخلاقي في كثير من الأحيان، كلها ألقاب وتسميات تطلق على البوهيمي أو البوهيميين، ولكن البوهيمية كانت وما تزال أكثر من مجرد أمر مستفز للناس.

قد تسمع أحد الأشخاص يستهزئ بصديقه فيناديه بالبوهيمي، وربما يمدح البعض الآخرين بوصفهم هكذا، ولكن ما هي البوهيمية ومن هم البوهيميون؟


ماهي البوهيمية 

هي ممارسة نمط حياة غير تقليدي، وغالباً في مجموعة أشخاص ذوي ميول مشتركة، تتسم بعدد قليل من العلاقات طويلة الأمد التي تنطوي على النشاطات الموسيقية، أو الفنية، أو الأدبية، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون البوهيمي متسكعا، أو مغامرا، أو حتى متشردا.

تعتبر البوهيمية نمط الحياة أو المعتقد الأسرع نمواً في العالم، على الرغم من أن أصولها تعود لتاريخ قديم وتتضمن عناصر اللاهوت والإيديولوجية والميثولوجيا والروحانية، وهي أيضاً طريقة حياة تركز على الفرد وتأثيره على العالم.

ظهر مصطلح ”بوهيمية“ لأول مرة في اللغة الإنجليزية في القرن التاسع عشر لوصف أنماط الحياة غير التقليدية للفنانين والكتاب والممثلين والصحفيين والموسيقيين المهمشين والفقراء في المدن الأوروبية الكبرى، وظهر في فرنسا أيضاً في أوائل القرن التاسع عشر عندما بدأ الفنانون والمبدعون بالتركيز على أحياء الغجر الفقيرة، و(بوهيميا) هي منطقة من جمهورية (التشيك)، استخدم المصطلح في اللغة الفرنسية كصفة تحقير أو ازدراء لمجموعة الأشخاص التي تدعى (الغجر).

يرتبط البوهيميون بوجهات نظر سياسية أو اجتماعية غير تقليدية أو مناهضة للمؤسسة، والتي يعبر عنها كثيراً من خلال الحب المطلق والتوفير والزهد، ولكن سرعان ما ازدهر هذا المصطلح وأصبحت له دلالة رومنسية في خمسينيات القرن التاسع عشر في باريس، بعد النجاح الذي حققته مسرحية (مشاهدة من الحياة البوهيمة) للكاتب (هنري موجيه)، كما قام الموسيقي الإيطالي المشهور (بوتشيني) بتحويل هذه الأفكار إلى أوبرا موسيقية تدعى (البوهيمية) La Bohem.

وقد وصف قاموس الأكاديمية الفرنسية (1932) هذا المعنى الجديد كالتالي: ”من يعيش حياة التشرد وحياة غير منتظمة بدون موارد مضمونة، ومن لا يقلق حيال الغد“، أما في قاموس الكلية الأمريكية فقد وصف بأنه: ”شخص ذو ميول فنية أو فكرية، يعيش ويتصرف من دون أي اعتبار لقواعد السلوك التقليدية“.

شاع المصطلح في اللغة الإنجليزية عندما استخدم في رواية (سوق الأضاليل) للكاتب الإنجليزي (وليام ميكبيس ثاكري) التي نشرت لأول مرة عام 1948، وهي تسخر من المجتمع البريطاني في بداية القرن التاسع عشر.

إن التصورات العامة لأنماط الحياة البديلة التي يفترض أن يقودها الفنانون صيغت أكثر في رواية (جورج دو مورييه) الرومنسية الأكثر مبيعاً، عن الثقافة البوهيمية (Tribly).

وقد بدأ مواطنون بوهيميون في عام 1845 بالهجرة إلى الولايات المتحدة، وبدءاً من عام 1848 شملت هذه الموجة بعض الراديكاليين والكهنة السابقين ممن أرادوا حكومة دستورية، كما ازدهرت مجموعة من حوالي 15 إلى 20 صحفياً مثقفاً بحلول عام 1857 في نيويورك، وقد وصفوا أنفسهم بأنهم ”بوهيميين“ حتى بدأت الحرب الأهلية الأمريكية في عام 1860، وخلال الحرب حمل المراسلون لقب البوهيمي، كما أصبح البوهيمي مرادفاً لكاتب الصحف آنذاك.

وقد صنف الكاتب (Laren Stover) البوهيميين في خمس مجموعات أو أنماط مختلفة في كتابه In Bohemian Manifest كالتالي: Dandy – Zen – Nouveau – Beat – Gypsy.

وقد كان البوهيميون متحضرين وليبراليين كما هو متوقع، ومبدعين أيضاً، ولكن كانوا قليلي الأهواء السياسية الظاهرة، وقد حرصوا على استكشاف والدفاع عن الروح الدينية على الرغم من انتقاد الدين المنظم لهم.


معتقدات البوهيمية 


البشر مهمون:

يعتقد البوهيميون أن للإنسان قوة حياة، وأن عليهم استخدام هذه القوة ليصبحوا فريدين، ويختلف ذلك كثيراً عن علم اللاهوت السائد الذي يتطلب التواضع والطاعة.


– الحياة هبة:

يعتقد البوهيميون أيضاً بأن الحياة هبة رائعة من المفترض أن نستمتع بها، فالحياة ليست مجرد اختبار؛ بل ينبغي أن نعتز بها أيضاً، كلّ منا على طريقته.


الحياة الآخرة هي تأثيرنا على العالم:

يعتقد البوهيميون أن الحياة الآخرة تتكون من التأثير الدائم الذي يصنعه البوهيمي على البشر الآخرين وعلى العالم، فعندما يموت البوهيمي فإنه يبقى حياً في قلوب وعقول البشر الذين أثر فيهم، بالإضافة إلى أن الأعمال التي يبدعها البوهيمي بما فيها الأعمال الفنية ستستمر بالتأثير على الآخرين الذين لم يستطع التأثير فيهم شخصياً.



الفرق بين الهيبي والبوهيمية:

على الرغم من التشابه بينهما، هناك اختلافات واضحة بين النمط البوهيمي الجمالي البحت، وبين الهيبي؛ تلك الثقافة الفرعية ذات الدافع السياسي.


بوهيمية :.

البوهيمي أساسًا هو أحد مواطني منطقة  بوهيميا التشيكية لوصف أولئك المهاجرين الغجر  الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا ، إلا أن المصطلح انتشر بمعنى آخر في فرنسا ، أولًا في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أصبح يدل على أي كاتب  أو فنان  يميل إلى اتخاذ سلوك أو العيش بنمط حياتي غير مألوف، سواء كان هذا سلوكًا واعيًا أو غير واعيًا منه.ومن ثم فنمط الحياة الغجرية آنذاك كان بمثابة الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا وأوروبا.


تاريخ المصطلح :.

بدأ مصطلح بوهيمي ( بالفرنسية : la Boheme)‏ الظهور في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا  والتي تعرف الآن بجمهورية التشيك. وازدهر هذا المصطلح في عام 1845 م  بعد أن نشر الباريسي هنري مورجير  مجموعته القصصية (مشاهدة من الحياة البوهيمية) ثم قام الموسيقي الإيطالي الشهير جاكومو بوتشيني عام  1896 م  باستخدام أفكار هذه المجموعة القصصية، وحولها إلى أوبرا موسيقية شهير تعرض الآن في دور الأوبرا تحت عنوان (البوهيمية) أو (المتشردة).



استخدامة :.

يستخدم مصطلح البوهيميون اليوم لوصف فنانين يعيشون ويدعون إلى التفكير الحر المطلق غير المقيد، محاولة منهم لإضفاء أسلوب خاص في نتاجهم الأدبي أو الفني. لذلك فهم لا يمتثلون في سلوكهم وأعمالهم إلى أعراف المجتمع وتقاليده. بالإضافة الي انه استخدم لوصف نوع من الديكور العشوائي غير مقيد بفكره محددة.


وصف البوهيمي 

وكما هو الحال عند الغجر، البوهيمي عادة هو ذلك الفقير البسيط والمنفرد بطبعه، فهو لا يهتم بمظهره لأنه مشغول بفنه وطقوسه الغريبة عن كسب المال. ورغم أن البعض من البوهيمين من أمثال هنري مورجير حاول أن يبعد نفسه عن الغجر، إلا أن الغجر والبوهيمين يشتركون في خصائص كثيرة بل إن الغجر هم الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا.



في الادب والفنون :. 

انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا في البوهيمية منذ نشأتها، من أمثال هنري مورجية و فكتور هوغو  في روايته الذائعة الصيت ( البؤساء) والتي انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملًا سينمائيًا والمسرحية حازت على جوائز عديدة.

رواية البؤساء والتي كتبها هوجو عام 1862 م  (1260 صفحة في طبعة المكتبة الحديثة عام 1992 م )، تناولت كل ما يمكن أن يحتويه المجتمع الفرنسي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر، وخاصة حياة الشباب والتي تمثل أهم ظواهر حياة البوهيمية في باريس.

باريس، كانت الأرض الخصبة لولادة مثل هذا الاتجاه الحر في الأدب والفن، بل ان العديد من الكتاب  البرجوازيين الذين أسسوا هذا الاتجاه من أمثال فيكتور هيجو و هنري مورجيه  يربطون البوهيمية بباريس، أو تحديدًا بالحي اللاتيني بالضفة اليسرى  لنهر السين ، أي أنه لكي تكون بوهيميًا لابد أن تكون باريسيًا. لكن هذه الحركة اختفت في باريس بعد الحرب العالمية الأولى ، وانتشرت في أنحاء كثيرة من العالم وبلغات أخرى غير الفرنسية، بل إن هناك مناطق في العالم ارتبطت البوهيمية كثيرًا بها من أمثال سوهو في لندن، وشوابينج في ميونيخ  وقرية جرينتش  في  نيويورك ونورث بيتش وهايت اشبوري في سان فرانسيسكو .